الجزائر في : 01 نوفمبر 2014
عندما يصبح حق الترقية بين الوهم و المستحيل! !!
ها قد حدث ما كنا قد حذرنا منه قبل توقيع القانون الأساسي 08/315 بخطورة ما سيتضمنه القانون الأساسي لمستخدمي التربية الوطنية من حواجز لغلق آفاق الترقية في الرتب المستحدثة لجميع الأسلاك ، فها هما القراران رقما : 52 و 53 المؤرخان في 7 أكتوبر 2014 اللذان يتضمنان فتح امتحانات مهنية للترقية إلى رتبتي أستاذ مكون وأستاذ رئيسي في التعليم الثانوي على التوالي أسفرت عن عدد مناصب مالية ضئيلة تعد على رؤوس الأصابع ترهن حق الترقية للأساتذة وتجعله بين الوهم والمستحيل، وكمثال نقدم عينات من الولايات على عدد المناصب المفتوحة لرتبة أستاذ رئيسي في التعليم الثانوي وفي جميع المواد : الشلف 03 ، بسكرة04 ، البويرة 04 ، تيزي وزو 03 الجلفة 01 ، سطيف 05 ، ورقلة 02 ، سوق اهراس 01 ، ... ونفس الشيء بالنسبة لرتبة أستاذ مكون .
وهنا نسجل المناصب الزهيدة للترقية في التعليم الثانوي -487 منصب أستاذ رئيسي و 853 منصبا للمكون - يتنافس عليها عشرات الآلاف من الأساتذة ؟ و إقصاء كلّي لطوري الابتدائي والمتوسط من الترقية لهذه الرتب خلال الامتحانات المهنية المقبلة ، فبمجيء المرسوم التنفيذي 08-315 تم فتح بعض آفاق الترقية للأساتذة غير أنها وبمرور 4 سنوات من صدوره بقيت حبرا على ورق ولم يستفد منها موظفي وعمال القطاع مما أجج الوضع وتم الدخول في سلسلة من الاضرابات فتح على إثرها القانون الخاص وعدل بالمرسوم التنفيذي 12-240وحمل معه رتبة لم تكن ممنوحة بالقدر الكافي للأساتذة من قبل وهي رتبة أستاذ مكون في طوري الابتدائي والمتوسط ،وتم إ قصاء شريحة واسعة نظرا لما تضمنه هذا القانون من اختلالات واضحة لم يتنبه لها مفاوضو وزارة التربية رغم تحذيراتنا من مغبة الوقوع فيها ، خاصة ما تعلق بعدم إدراج الترقية الآلية للمستوفين للشروط والمتعلقة أساسا بالأساتذة الجدد ذوي خبرة أقل من 10 سنوات الذين لم يسعفهم الحظ في الادماج، وكذا الذين لهم خبرة مهنية غير أنهم لم يستوفوا 20 سنة ولو بيوم واحد .
هذا الواقع الأليم صدم جميع الأساتذة في مختلف الأطوار ، بل كل أسلاك التربية لحرمانهم من الترقية تثمينا لخبرتهم المهنية مما سيشكل عزوفا كبيرا لدى الأساتذة من المشاركة في هذه الامتحانات المهنية بعد تقديم طلب خطي موقع ثم تكوين ملف اداري فحضور ومشاركة في الامتحان ، وفي الأخير يقال له أنك لم تترق لأنك غير مؤهل للترقية ؟ وبهذا تصبح الترقية في القطاع وهما مستحيل المنال .
ختاما : يبقى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين متمسكا بالترقية الآلية والتحويل الآلي لمناصب الناجحين بغض النظر عن عدد المناصب المفتوحة التي طالبنا بها في جميع مفاوضاتنا مع وزارة التربية والمديرية العامة للوظيفة العمومية، وهو نفس المطلب الذي حققناه في مفاوضاتنا بالنسبة للرتب الآيلة للزوال والذي سيتم تجسيده في الأيام المقبلة من خلال الامتحانات المهنية بالرغم من استمرار الإجحاف الكبير الذي طال فئة الآيلين للزوال .